fbpx
أخبار تركيا بالعربي

تأثير تراجع الاقتصاد التركي على الأمن الغذائي وسبل العيش وما هو حال السوريين

بينما ينجرف الاقتصاد التركي بسرعة إلى التضخم الجامح الذي تجاوز نسبة الـ 73 بالمائة حتى شهر حزيران، كشفت نتائج الدراستين الأخيرتين أن 9 من كل 10 مواطنين يعانون من صعوبات مالية. كانت نسبة أولئك الذين يعانون من صعوبة كبيرة 37 في المائة.

أسباب تراجع الاقتصاد التركي

يعاني الاقتصاد التركي منذ سنوات من التضخم وتراجع الاستثمارات وتراكم الديون، فبينما كانت تركيا تحاول التعافي من تداعيات جائحة كورونا التي زادت أزمته حدة وخاصة في قطاعات السفر والسياحة، جاءت الحرب الروسية الأوكرانية التي تسببت بتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، لتشل حركة الاقتصاد التركي.

واقعياً شنت روسيا الحرب على أوكرانيا فقط، لكن تداعيات وتبعات هذه الحرب أضرت بالعديد من الدول الضعيفة والقوية أيضاً مثل تركيا، مما تسبب في أزمة اقتصادية من الصعب جداً التعافي منها.

وبحسب محللين اقتصاديين أنه مع عدم وجود ضوء أو بصيص أمل في نهاية هذا النفق، يمكن للخسائر الاقتصادية لهذه الحرب أن تكون مدمرة في بعض أجزاء العالم بحلول منتصف ونهاية عام 2022.

تأثير تراجع الاقتصاد التركي على الأمن الغذائي وسبل العيش

الدولار يتأرجح، نسبة البطالة تزداد، أسعار المواد الغذائية والمواد الاستهلاكية تتمادى بالارتفاع أكثر فأكثر وما من رادع لها، أما أسعار الإيجارات فأصبح مأساوية بعد ارتفاع شهدته بالآونة الأخيرة بنسبة 200 – 250 %.

وأما الحد الأدنى للأجور في تركيا لايزال متمسكاً بقيمته التي أصبحت لا تسد جميع الفواتير والإيجار فقط.

من بداية العام الحالي 2022، قام بعض أصحاب المتاجر في تركيا بتعليق فواتير الكهرباء على واجهات متاجرهم يستجدون المساعدة خوفًا من الإفلاس، وبالتزامن مع الفترة الزمنية نفسها خرجت مجموعة من المواطنين الأتراك كان بينهم عمال توصيل وعمال مصانع وموظفين في مختلف أنحاء البلاد تطالب برفع الحد الأدنى للأجور وسط ارتفاع معدلات التضخم ارتفاعًا ساحقًا.

ورأى القسم الآخر منهم أن خيارهم الوحيد هو مغادرة البلاد والبحث عن حياة أفضل في ظل الصعوبات الاقتصادية القاهرة.

9 من كل 10 مواطنين أتراك يعانون من صعوبات مالية

كشفت أحدث الأبحاث العالمية التي أجرتها شركة إبسوس عن كيفية سحق الشعب التركي تحت وطأة التضخم وكانت النتيجة أن 9 من كل 10 مواطنين يعانون من صعوبات مالية، وإن جزءًا مهمًا جدًا من السكان، بنسبة 37 بالمائة، لا يمكنهم تأمين لقمة العيش في تركيا.

أما معدل أولئك الذين يقولون إنهم يواجهون صعوبات في كسب العيش هو 33 في المائة. أما نسبة أولئك الذين يقولون إنهم بالكاد يستطيعون تغطية نفقاتهم وصلت إلى 90 في المئة.

ومعدل أولئك الذين يقولون إنهم يعيشون حياة مريحة هو 10 في المائة فقط.

تأثير تراجع الاقتصاد التركي على الأمن الغذائي وسبل العيش للسوريين

لم تشمل هذه الدراسات والأبحاث واستطلاع الرأي السوريين الموجودين في تركيا، ولاكن لا داعي للأبحاث جميعنا نعرف ومدركين تماماً بأن وضع السوري في تركيا بات مزرياً، نظراً لأن الغالبية منهم يعملون في المصانع والمحلات وورش التصليح براتب أقل من الحد الأدنى للأجور.

وهذا يعني أن السوري في تركيا الذي يتقاضى مرتب شهري 3500 ليرة وأجار منزله 2000 – 2500 ليرة تركية بعد الزيادات لا يواجه صعوبة بالحصول على لقمة العيش بل أنه لا يجدها أصلاً.

وأن مساعدات كرت الهلال الأحمر التركي أصبحت لا تكفي لسد الرمق وفقا لأرقام مؤشر أسعار المستهلك، التي شهدت زيادة كبيرة في مستوى أسعار المواد الغذائية، بالنسبة للخضروات أو الفاكهة أو البيض أو الزيت أو الحليب.

ومساعدات ptt المقدمة للسوريين تأتي بالسنة مرة بقمة ألف ليرة تركية أي ما يعادل 58 دولار أمريكي بحسب سعر صرف الليرة اليوم والتي ممكن أن تساعد في دفع الفواتير لشهر واحد فقط أو شهرين.

حد الجوع والفقر في تركيا لشهر أيار 2022

وبالنظر إلى حد الجوع والفقر في تركيا لشهر أيار 2022 نجد أن حد الجوع والذي يعني المصروف الشهري الذي تنفقه أسرة مكونة من 4 أفراد على المواد الغذائية من أجل الحصول على نظام غذائي متوازن وكاف هو 6 آلاف 17 ليرة بحسب نتائج شهر أيار.

أما حد الفقر، وهو المبلغ الإجمالي الشهري الذي تنفقه الأسرة على النفقات الشهرية الإلزامية الأخرى مثل المأكل والملبس والمسكن والمواصلات والتعليم والصحة وما يماثلها، فهو 19 ألفاً و 602 ليرة بحسب تقرير شهر أيار 2022.

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن السوريين في تركيا تحت خط الجوع بكثير وبينهم وبين خط الفقر أميال كثيرة.

مواضيع قد تهمك